ماذا يحب الله ورسوله-ما يبغض الله من الأمور (يكره الله التثاؤب)

الوصف
ما يبغض الله من الأمور
يكره الله التثاؤب
يكره الله التثاؤب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله....يكره التثاؤب... وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان"
وقال صلى الله عليه وسلم:
"إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل"
التثاؤب:
التثاؤب هو التنفس الذي يفتح عنه الفم، وهو إنما ينشأ من الامتلاء وثقل النفس وكدورة الحواس، ويورث الغفلة والكسل وسوء الفهم، ولذا كرهه الله وأحبه الشيطان وضحك منه. وإضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة، أي، إن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا، لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب... والشيطان يدعو إلى الشهوات، إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه، وهو التوسع في المأكل وإكثار الأكل.
وأمر بكظم التثاؤب ورده ووضع اليد على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخوله فمه وضحكه منه. وقوله (فليرده) أي، يأخذ في أسباب رده، وليس المراد به أنه يملك دفعه، لأن الذي وقع لا يرد حقيقة، ويكون رده بتغطية الفم بالكف إذا انفتح بالتثاؤب أو إذا كان منطبقا حفظا له عن الانفتاح بسبب ذلك، ويمكن وضع الثوب ونحوه مما يحصل ذلك المقصود، وإنما تتعين اليد إذا لم يرتد التثاؤب بدونها، وقد شبه التثاؤب الذي يسترسل معه بعواء الكلب تنفيرا عنه واستقباحا له، فإن الكلب يرفع رأسه ويفتح فاه ويعوي، والمتثاءب إذا أفرط في التثاؤب شابهه، ومن هنا تظهر النكتة في كونه يضحك منه، لأنه صيره ملعبة له بتشويه خلقه في تلك الحالة.
وينبغي كظم التثاؤب في كل حالة... وإنما خص الصلاة، لأنها أولى الأحوال بدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة، ومما يؤمر به المتثائب إذا كان في الصلاة أن يمسك عن القراءة حتى يذهب عنه لئلا يتغير نظم قراءته، وقوله "فإن الشيطان يدخل" فيحتمل أن يراد به الدخول حقيقة، وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم لكنه لا يتمكن منه ما دام ذاكرا لله تعالى، والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة، ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه، لأن من شأن من دخل في شيء أني كون متمكنا منه.