ماذا يحب الله ورسوله-ما يبغض الله من الأمور (يكره الله ثلاثة أمور)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يبغض الله من الأمور (يكره الله ثلاثة أمور)
249 0

الوصف

                                                   ما يبغض الله من الأمور

                                                    يكره الله ثلاثة أمور

يكره الله ثلاثة أمور

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن الله كره لكم ثلاثا، قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال"

قيل وقال:
قيل وقال هو الإكثار من الكلام الذي لا فائدة فيه، والخوض في أخبار الناس وحكايات ما لا يعني من أحوالهم وتصرفاتهم، والإكثار من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت، ولا تدبر، ولا تبين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"بئس مطية الرجل زعموا"

الزعم قريب من الظن وأسوأ عادة للرجل أن يتخذ لفظ زعموا مركبا إلى مقاصده فيخبر عن أمر تقليدا من غير تثبت فيخطئ ويجرب عليه الكذب. فالإخبار بخبر مبناه على الشك والتخمين دون الجزم واليقين قبيح بل ينبغي أن يكون لخبره سند وثبوت ويكون على ثقة من ذلك لا مجرد حكاية على ظن وحسبان، وفي المثل: زعموا مطية الكذب.

وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على وجوب تجنب التبرع بنقل الأخبار لما فيه من هتك الأستار وكشف الأسرار وذلك ليس من دأب الأخيار، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، والله سبحانه ستار والستر لا يحصل مع كثرة نقل الأخبار.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليصمت"

فينبغي للإنسان أن يحفظ لسانه عن الكلام المحرم أو المكروه أو الذي لا خير فيه، وقد قال الله تعالى: (لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) والمعروف: هو كل ما أمر الله به أو ندب إليه من أعمال البر والخير، وأما ما سوى هذه المصالح التي ذكرها الله –عز وجل- فإن الكلام في كثير منه لا خير فيه والسنة الإمساك عنه.

إضاعة المال:
إضاعة المال هو صرف المال في غير وجوهه الشرعية، والسرف والتبذير في إنفاقه في غير حق أو بالتوسع في لذيذ المطاعم والمشارب ونفيس الملابس والمراكب والزينة والزخرفة في المباني ونحو ذلك لما ينشأ عنه من غلظ الطبع وقسوة القلب المبعدة عن الرب، وتعريض المال للتلف وسبب النهي أنه إفساد والله لا يحب المفسدين، ولأنه إذا أضاع ماله تعرض لما في أيدي الناس. قال الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) فمن أنفق ماله في الشهوات زائدا على قدر الحاجات وعرضه بذلك للنفاد فهو مبذر، ومن أنفق درهما في حرام فهو مبذر.

وقال تعالى: (وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) وهذا عام في حق كل سفيه صغيرا كان أم كبيرا، ذكرا كان أم أنثى، والسفيه هو الذي يضيع المال ويفسده بسوء تدبيره. قال ابن عباس: لا تدفع مالك الذي هو سبب معيشتك إلى امرأتك وابنك وتبقى فقيرا تنظر إليهم وإلى ما في أيديهم، بل كن أنت الذي تنفق عليهم. فالسفهاء على هذا هم النساء والصبيان، صغار ولد الرجل وامرأته، وقد أجاز الشرع الحجر على السفيه الذي يخشى منه إضاعة المال، والسفيه له أحوال: حال يحجر عليه لصغره، وحالة لعدم عقله بجنون أو غيره، وحالة لسوء نظره لنفسه في ماله، ويخشى منه إتلاف ماله في غير وجه.

وقيل: إن من إضاعة المال أن تدفع مالك مضاربة أو إلى وكيل لا يحسن التجارة، ويجهل فاسد البياعات وصحيحها وما يحل وما يحرم منها، أو تدفعه إلى الكفار، ولهذا كره العلماء أن يوكل المسلم ذميا بالشراء والبيع، أو يدفع إليه مضاربة، لما يخاف من معاملته بالربا وغيره.

كثرة السؤال:
كثرة السؤال هو الإكثار من السؤال عما لا يقع ولا تدعو إليه حاجة وكان السلف يكرهون ذلك ويرونه من التكلف المنهي عنه، وقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها، وقيل المراد به سؤال الناس أموالهم وما في أيديهم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقيل يحتمل أن المراد كثرة سؤال الإنسان عن حاله وتفاصيل أمره فيدخل ذلك في سؤاله عما لا يعنيه ويتضمن ذلك حصول الحرج في حق المسؤول فإنه قد لا يؤثر إخباره بأحواله فإن أخبره شق عليه وإن كذبه في الأخبار أو تكلف التعريض لحقته المشقة وإن أهمل جوابه ارتكب سوء الأدب.

وقيل: كثرة السؤال هي البحث عن أمور مغيبة ورد الشرع بالإيمان بها مع ترك كيفيتها، ومنها ما لا يكون له شاهد في عالم الحس، كالسؤال عن وقت الساعة وعن الروح وعن مدة هذه الأمة، إلى أمثال ذلك مما لا يعرف إلا بالنقل الصرف، والكثير منه لم يثبت فيه شيء فيجب الإيمان به من غير بحث، وأشد من ذلك ما يوقع كثرة البحث عنه في الشك والحيرة.