ماذا يحب الله ورسوله- مَن يبغضهم الله من الناس (لا يحب الله المعتدين)

ماذا يحب الله ورسوله- مَن يبغضهم الله من الناس (لا يحب الله المعتدين)
366 0

الوصف

                                                    مَن يبغضهم الله من الناس

                                                      لا يحب الله المعتدين

لا يحب الله المعتدين

قال الله تعالى: (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) .

الاعتداء:
تجاوز الحد في كل شيء؛ وعُرِف في الظلم والمعاصي.

المعتدون:
المعتدون هم الذين لا يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويكذبونه ويفترون عليه، ويعتدون على الناس بغير الحق فيقتلون الرجال، ويذبحون الأطفال، ويغتصبون النساء، ويسرقون الأراضي، ويسلبون البيوت ويدمرونها، ويحرقون الأخضر واليابس.

ولأن الله – عزَّ وجلَّ – لا يحب الاعتداء ولا المعتدين فقد أمر بالعدل ونهى عن الاعتداء حتى عند قتال الكفار والمشركين, فقال تعالى مخاطبًا المسلمين: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، ويدخل في الاعتداء ارتكاب المناهي من التمثيل بالجثث، والخيانة في الغنيمة، وقتل النساء والصبيان والشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال فيهم والرهبان وأصحاب الصوامع، وتحريق الأشجار، وقتل الحيوان لغير مصلحة. وكذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاعتداء في الحرب فقال صلى الله عليه وسلم:

"اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلُّوا، ولا تغدروا ولا تمثِّلوا، ولا تقتلوا وليدًا".

والمعتدون هم الذين يقتلون علماء الدين والدعاة والملتزمين بالدين، أو يحسبونهم، أو يعذبونهم بالضرب وغيره، أو يتهمونهم بالتهم الباطلة والملفقة، أو يضحكون منهم، أو يستهزئون بهم، أو يتغامزون عليهم؛ قال الله تعالى: (وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) .

وهم الذين يعتدون على محارم الله ويتعدون حدوده، ويرتكبون المعاصي، ولا يتناهون عن المنكر. ويظلمون الناس ويضربونهم، ويغتابون الآخرين ويسبونهم ويشتمونهم.

وهم الذين يتشددون في الدين فيحرِّمون على أنفسهم ما أحله الله لهم من الطيبات والمباحات من المأكل والمشرب والملبس والمنكح، أو يعتدون في تناول الحلال فيأخذوا منه أكثر من كفايتهم وحاجتهم ويتجاوزون الحد فيه، أو يترخصون فيحلوا حرامًا.

وهم الذين يُقتَل لهم القتيل ويأخذون ديته ثم يقتلون القاتل بعد ذلك، ويعتدون في الانتصار لأنفسهم فيعتدون أكثر مما اعتدي عليهم. ويحملهم بغض قوم على ترك الحق والعدل فيهم، ويعتدون على الآخرين بالقول وشهادة الزور والحلف الكاذب، ويعتدون على زوجاتهم ويظلمونهن بغير حق.

وهم الذين يتجاوزون الحد في الأمور كلها كبيرها وصغيرها، ويعتدون في الدعاء بالجهر الكثير والصياح، أو يدعون في أن تكون لهم منزلة نبي أو طالبين معصية وغير ذلك، أو يدعون بألفاظ ليست في الكتاب والسنة فيجعلونها شعارهم ويتركون ما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم، ويعتدون في الطهور بالزيادة على الثلاث، وإسراف الماء، وبالمبالغة في الغسل إلى حد الوسواس، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:

"إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء".

وهم الذين يعتدون في الصدقة والزكاة فيعطونها غير مستحقيها، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"المعتدي في الصدقة كمانعها".

(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ)