ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله لقاء مَن يحب لقاءه)

ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله لقاء مَن يحب لقاءه)
249 0

الوصف

                                                    مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس

                                                        يحب الله لقاء مَن يحب لقاءه

يحب الله لقاء مَن يحب لقاءه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مَن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه".

حب لقاء الله:
فسَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن أحب لقاء أحب الله لقاءه عندما سألته عائشة رضي الله عنها فقالت: يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت، فقال صلى الله عليه وسلم:

"ليس ذلك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشِّرَ برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه".

وجاء شريح بن هانئ إلى عائشة – رضي الله عنها – فقال: يا أم المؤمنين! سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: إن الهالك مَن هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومَن كره لقاء الله كره الله لقاءه".

وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت. فقالت: قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه.

واللقاء يقع على أوجه: منها المعاينة، ومنها البعث كقوله تعالى: (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ) ومنها الموت كقوله: (مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ) وقوله: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ) قيل: المراد بلقاء الله هنا المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله، وليس الغرض به الموت؛ لأن كلًا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها فلا يحب استمرار الإقامة فيها بل يستعد للارتحال عنها أحب لقاء الله.

والكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل توبته ولا غيرها فحينئذ يبشر كل إنسان بما هو صائر إليه وما أعد له ويكشف له عن ذلك، فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينتقلوا إلى ما أعد لهم ويحب الله لقاءهم، ويجزل لهم العطاء والكرامة.