ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم زيد)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم زيد)
129 0

الوصف

                                                    من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس
                                                         أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم زيد

أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم زيد

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثًا وأمر عليه أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل. وايم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده».

هو زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أول ذكر من الموالي، أسلم وصلى بعد علي بن أبي طالب، كان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعًا شديدًا، وبكى عليه حين فقده. ذلك أن أمه ذهبت تزور أهلها فأغارت عليهم خيل فأخذوه فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها، فاستوهبه منها، فوهبته له.

ثم قدم والده حارثة وعمه وأخوه جبلة عليه وهو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترك له رسول الله صلى الله عليه وسلم حرية الاختيار بين أن يقيم عنده أو ينطلق مع أبيه وأخيه، فقال:

«يا رسول الله، والله لا أختار عليك أحدًا»

فقال: بل أقيم عندك. فتبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك قبل أن يوحى إليه. وكان يقال له زيد بن محمد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حُبًّا شديدًا. فكان يقال له: حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وكان هو خليقًا وجديرًا بهذا الحب للصفات الحسنة التي كانت فيه ولوفائه وإخلاصه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلم يزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم، وصلى معه؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذه معه عندما يخرج للدعوة إلى الله تعالى، وعندما خرج صلى الله عليه وسلم إلى الطائف أخذه معه؛ وكان أهل الطائف قد آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرجوه ورجموه بالحجارة حتى أدموا كعبيه.

أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه مولاته أم أيمن واسمها بركة فولدت له أسامة بن زيد، فكان يقال له الْحِبُّ ابْنُ الْحِبِّ، ثم زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش وآخى بينه وبين عمه حمزة بن عبد المطلب، واستعمله على المدينة أكثر من مرة.

نزلت في زيد بن حارثة رضي الله عنه آيات من القرآن منها قوله تعالى: (وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ) وقوله تعالى: (ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) وقوله تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رَّجَالِكُمْ) وقوله تعالى (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا) ولم يسم الله تعالى في القرآن أحدًا من الصحابة غيره. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له:

«أنت أخونا ومولانا».

قالت عائشة:

«ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم، ولو بقي بعد لاستخلفه».

 فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدًا في عدة سرايا منها إلى الطرف والعيص وحسمى وغيرها وجعله أميرًا وقائدًا لهذه السرايا. ويوم غزوة مؤته قدمه في الأمرة على ابن عمه جعفر بن أبي طالب، فأرسله على رأس جيش قوامه ثلاثة آلاف مجاهد، فواجهوا مائتي ألف مشرك من الروم وغيرهم من المشركين، وكانت المعركة قريبًا من قرية مُؤْتَة في الأردن، وفي هذه الغزوة كان استشهاد زيد بن حارثة رضي الله عنه، وذلك في سنة ثمان هجرية.

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:

«أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قتل زيد، فجعفر، وإن قتل جعفر، فعبد الله بن رواحة»

وقد نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأمراء الثلاثة وذرفت عيناه بالدموع، عن أنس رضي الله عنه

«أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدًا وجعفرًا فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب –وعيناه تذرفان –حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم».