موسوعةالأخلاق الإسلامية-علو الهمة ( مصعب بن عمير وزهده في الدنيا بعد إسلامه)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-علو الهمة ( مصعب بن عمير وزهده في الدنيا بعد إسلامه)
261 0

الوصف

                                                    علو الهمة

                                    مصعب بن عمير وزهده في الدنيا بعد إسلامه
        الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل التاسع: علو الهمة >>

مصعب بن عمير وزهده في الدنيا بعد إسلامه:

لما صدق مصعب بن عمير في إيمانه، وقد كان من قبل آنق شباب مكة وأحسنهم ثيابًا وعطرًا، نظر إلى الدنيا التي كان من قبل متعلقًا بها، فرآها لا تستحق إيثارًا على الآخرة، ورأى أن طريق الآخرة جهاد وصبر وتحمل للمشقات، فخاض غمار هذه الطريق الشاقة الحلوة في قلوب المؤمنين، وهاجر داعيًا إلى الله، وسعى في يثرب معلمًا مناضلًا قبل هجرة المسلمين والرسول إليها، فشق الطريق ومهد الأرض، وهيأ بتوفيق الله الأوس والخزرج تهييئًا حسنًا، لاستقبال هجرة المسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، حتى كانت الهجرة النبوية وبدأت غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم، واشتدت ضراوة عداء المشركين لدعوة الحق، وكانت معركة أحد، وكان في القتلى الداعية الإسلامي العظيم مصعب بن عمير، فلم يجدوا من ثيابه لكفنه غير نمرة إذا غطوا بها رأسه بدت رجلاه وإذا غطوا بها رجليه بدا رأسه!!

روى البخاري ومسلم عن خباب بن الأرت قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نلتمس وجه الله تعالى، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مات لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير رضي الله عنه -قتل يوم أحد وترك نمرة، فكنا إذا غطينا بها رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا بها رجليه بدا رأسه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه شيئًا من الإذخر- ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها.

يهدبها: أي يقطفها.