موسوعةالأخلاق الإسلامية-علو الهمة (1 - علو الهمة من الأسس الأخلاقية العامة)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-علو الهمة (1 - علو الهمة من الأسس الأخلاقية العامة)
288 0

الوصف

                                                    علو الهمة

                                        1 - علو الهمة من الأسس الأخلاقية العامة
                 الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل التاسع: علو الهمة >>

1 - علو الهمة من الأسس الأخلاقية العامة

من الأسس الأخلاقية العامة الفاضلة: علو الهمة. وترجع إلى هذا الأساس الأخلاقي مجموعة من الظواهر الخلقية، كالجد في الأمور، وكالإباء والترفع عن الصغائر والدنايا، وكالطموح إلى المعالي.

وبمقدار ارتفاع درجة علو الهمة ترتفع نسبة الظواهر الخلقية التي ترجع إليه، وترتفع قيمتها، وبمقدار انخفاض درجة هذا الخلق تأتي نسبٌ من الظواهر الخلقية غير الفاضلة المضادة للظواهر الفاضلة لخلق علو الهمة، فتأتي مثلًا ظواهر الكسل والتسفل والضعة والاستخذاء والرضى بالدنايا والصغائر، وتعلق النفس بها.

والذي دعا إلى اعتبار علوّ الهمة أحد الأسس الأخلاقية، أنه قد يوجد وقد ينعدم مع مختلف نسب الذكاء، ومعلوم أن الذكاء هو الوسيلة لتقدير الأمور حق قدرها، ومع ذلك فإننا نجد اثنين على مستوى واحدٍ من الذكاء إلا أن أحدهما عالي الهمة صاحب جد وطموحٍ وترفعٍ عن الصغائر والدنايا، أما الآخر فوضيع الهمة كسولٌ ميال إلى الهزل، رضيٌ بالصغائر والدنايا. فلا بد أن نعزو هذا الفارق بينهما إلى أثر اختلاف العناصر الخلقية بينهما، ولنسم ذلك علو الهمة في الجانب الكريم منه، ونزول الهمة أو الدناءة في الجانب غير الكريم منه، مهما كانت العناصر النفسية التي تكون منها هذا الخلق، في طرفه الفاضل الرفيع، أو في طرفه القبيح الوضيع.