موسوعةالأخلاق الإسلامية-علو الهمة (8- من مظاهر الترفع عن محقرات الأمور وصغائرها)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-علو الهمة (8- من مظاهر الترفع عن محقرات الأمور وصغائرها)
255 0

الوصف

                                                    علو الهمة

                                 8- من مظاهر الترفع عن محقرات الأمور وصغائرها
          الباب الرابع : جوامع مفردات الأخلاق وكلياتها الكبرى >> الفصل التاسع: علو الهمة >>

8- الترفع عن محقرات الأمور وصغائرها ونشدان معالي الأمور وكمالاتها، والزهد في الدنيا

ومن ظواهر خلق علو الهمة الترفع عن محقرات الأمور وصغائرها، ونشدان معالي الأمور وكمالاتها، فالتعلق بمحقرات الأمور من دناءة النفس وانحطاط همتها، ولا يفعله كبار القلوب والنفوس؛ لأن هؤلاء تكون نظراتهم آخذة في طريق صاعدة، ومتطلعة إلى آفاق المعالي.

ومن تدبر حقائق الأمور وانطلق من هذا المنطلق الخلقي الكريم وكان مؤمنًا بالله واليوم الآخر إيمانًا كاملًا؛ وجد الحياة الدنيا وما فيها من زينة ومتاع أمورًا صغيرة قليلة القيمة، لا تستحق في نظره الحرص عليها، وإيثارها على ما عند الله من أجرٍ عظيم في جنات النعيم. فإذا دعاه الواجب الرباني إلى بذلها أو الزهد فيها بذلها في سبيل الله وزهد بها، وإذا دعاه الواجب إلى القناعة بما يتيسر له منها بطريق ليس فيه معصية لله، أو إضرارٌ بالناس، أو تفاخرٌ عليهم وتكاثر، كان من أهل القناعة والرضى؛ لأن همته العالية قد تجاوزت حدود هذه الفانيات وتعلقت بالباقيات الخالدات المسعدات حقًا، إذ علم أن أعظم ما في الحياة الدنيا من نعيم لا يعادل قطراتٍ من بحر نعيم الدار الآخرة، وأن أعظم ما في الدنيا من مصائب وشدائد يهون أمام نعيم دار الآخرة، ولا يعادل مقدار شرارة صغيرة من عذاب جهنم.