كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الأول نقض المطاعن الجغرافية (هل السموات سبع والأراضي سبع؟)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الأول نقض المطاعن الجغرافية (هل السموات سبع والأراضي سبع؟)
122 0

الوصف

                                                     الفصل الأول نقض المطاعن الجغرافية

                                                      (هل السموات سبع والأراضي سبع؟)

اعترضَ الفادي على كونِ السمواتِ سَبْعاً، وأَنَّ كلَّ سماءٍ منها سقفٌ أَملسُ على وشَكِ السُّقوط، كما اعترضَ على كونِ الأَراضي سَبْعاً، واعتبرَ هذا خطأً في القرآن.

أَوردَ آياتٍ صريحةً في أَنَّ اللهَ خَلَقَ السمواتِ سَبْعاً؟ منها قولُه تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٩) . ومنها قولُه تعالى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) .

ومنها قولُه تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) .

واعترضَ لجهلِه على كونِ السمواتِ سَبْعاً، فقال: " واضحٌ من هذه الآيات، معَ تفسيرِ البيضاويِّ لها، أَنَّ اللهَ خَلَقَ السماءَ التي فوقَنا، وهي سقْفٌ أَمْلَسُ واسع، وفوقَهُ ستّ سموات، كالسُّقوف، بعضُها فوق بعض..

فكيفَ يكونُ الفضاءُ اللّامتناهي سَقْفٌ أَمْلس، وأَنه يوجَدُ فوقه سبعةُ سُقوفٍ من هذا النوع؟! "  .

واعتراضُه على هذه الحقيقة دال على جهلِه، واعتبارُه هذا خطأً فلكياً في القرآن بسببِ تحامُلِه وحقدِه على القرآن. 

وقد صَرَّحَ القرآنُ بأَنَّ اللهَ خَلَقَ سبعَ سموات، وجاءَ هذا التصريحُ القرآنيُّ في سبعِ آياتٍ صريحة، وهذا " التَّوافُقُ العدديّ " مقصودٌ في القرآن!.

ولا يَعرفُ العلمُ البشريُّ القاصرُ إلّا شيئاً قليلاً عن السماءِ الدنيا، وهو لا يَعرفُ شيئاً عن السمواتِ السِّتِّ الأُخرى التي فوقَها، لأَنه غَيْرُ مُؤَهَّل للبحث فيها، ويجبُ عليه أَنْ يعترفَ بعَجْزِه وقُصوره، وأَنْ يَكِلَ العلمَ بتلك 

السمواتِ السِّتِّ إِلى اللهِ العليم الخبير، وأَنْ يأخذ ما ذكرَه اللهُ عنها في القرآن بالقَبولِ والتسليم، وأَنْ لا يُكَذِّبَ بما لا علْمَ له به!.

فالسمواتُ سبْعٌ طِباق، كلُّ سماء سقفٌ لما تحتَها، وأَساسٌ لما فوقَها.

قالَ تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) .

وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا) .

وقالَ تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢)) .

ولم يَخترق السمواتِ السبعَ إِلّا رسولُنا - صلى الله عليه وسلم -، عندما أَسرى اللهُ به من المسجدِ الحرامِ إِلى المسجدِ الأَقصى، ثم عَرَجَ به إِلى السماء، وَوَصَلَ به إِلى سدرةِ المنتهى..

وَوَصفَ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - السمواتِ السَّبْعَ في أَحاديثَ صحيحة! وعلينا أَنْ نأخذَ المعلوماتِ الغيبيةَ المذكورةَ في القرآن، وأَنْ نَتَلَقّاها بالقَبولِ والتسليم، وأَنْ نعترفَ بقُصورِ علْمِنا، بدلَ أَنْ " نَتَعَالَمَ " على القرآن، ونُخَطّئ ما فيه من صواب، كما فَعَلَ هذا الفادي!.

وكما خَطَّأَ الفادي القرآن في كلامِهِ عن السبعِ سموات خَطَّأَهُ في إِشارتِه إِلى أَنَّ الأَرْضَ سبعُ أَرَضينَ أَيضاً. ولم تَرِدْ هذه الإِشارةُ إِلّا مَرَّةً واحدةً في القرآن، ودْلك في قولهِ تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) .

واعترض على الآيةِ بقولِه: " وخَلَقَ اللهُ الأَرضَ، التي نحنُ عليها، ولسِتَّ أَراضٍ مِثْلَها.. فجملةُ السمواتِ والأَراضي أَربع عَشرة ... 

فكيفَ يقولُ القرآنُ: إِنَّ أَرضنا - وهي واحدةٌ من ملايينِ الكواكب والسياراتِ والأَقمارِ والشُموس - يوجَدُ سبعةٌ مثْلُها؟ "، لقد فهمَ الجاهلُ من قولِه تعالى: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) أَنَّ القرآنَ يقولُ بوجودِ سَبْع أَرضين، كلُّ واحدةٍ كوكبٌ مثلُ كوكَبنا، وأَرضٌ مثْلُ أَرْضنا، وكلُّ واحدةٍ مستقلَّةٌ عن الأُخْرَياتِ مثلُ أَرضِنا، وكلُّ واحدةٍ صالحةٌ للحياةِ مثلُ أَرضِنا، وكلّ واحدةٍ عليها أَحياءٌ مِثْلُنا!! وهذا ما لم يَقُلْهُ القرآن!.ما قالَه القرآنُ أَنَّ اللهَ خَلَقَ سبعَ سموات، وأَنه خَلَقَ من الأَرْضِ مِثْلَهن: (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) .

ونرى أَنَّ هذه الجملةَ ليستْ نَصاً قرآنيّاً صريحاً في أَنَّ اللهَ خَلَقَ الأَرضَ سَبْعَ أَرَضين، كما خَلَقَ السماءَ سَبْعَ سمواتٍ طباقاً، ولهذا اختلفَ المفسرون في فهم هذه الجملةِ القرآنية!!.