كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الثامن نقض المطاعن العلمية (هل الرعد ملاك؟)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل الثامن نقض المطاعن العلمية (هل الرعد ملاك؟)
169 0

الوصف

                                                    الفصل الثامن نقض المطاعن العلمية 

                                                         (هل الرعد ملاك؟)

وَقَفَ الفادي المفترِي أمامَ قولِ اللهِ - عز وجل - (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) .

ونَقَلَ كلامَ البيضاوي في تفسيرِ الآية، الذي ذَكَرَ فيه بعضَ الرواياتِ عن الرعد، بأَنه مَلَكٌ من الملائكة، ومعه مخاريقُ من نارٍ يَسوقُ بها السَّحاب، والبرقَ بأَنه مَلَكٌ آخُر من الملائكة!.

وعَلَّق الفادي على ما نَقَلَه عن البيضاويِّ بقولِه: " ونحنُ نَسأل: إِذا كانَ الرعدُ والبرق من الظواهر الطبيعيةِ الناتجةِ عن احتكاكِ السَّحابِ ببعضها، فكيفَ يقولونَ إِنها ملائكة؟! ".

إِنَّ البرقَ والرعدَ من الظواهرِ الطبيعيةِ الجوية، ولَيْسا مَلَكَيْنِ من الملائكةِ يَسوقانِ السحاب، وما نَقَلَه البيضاويُّ في تفسيرِه إِنما هو أَقوالٌ ذَكَرَها بعضُ السابقين، الذين لا يُقَدِّمونَ الدليلَ على ما يَقولون، ولا يَتَحَرَّونَ الدقةَ  فيما يَنْقُلون.

وما نَقَلَه من أَحاديث عن رسولِ الله - عليه السلام - لم تَصحّ. وبما أَنه لم يثبُتْ شيءٌ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في أَنَّ الرعدَ والبرقَ مَلَكان من الملائكة، فإِننا لا نقولُ بذلك!.

واعتراضُ الفادي على الآيةِ مردود، واتهامُه للقرآنِ بأَنه يجعلُ الرعْدَ مَلَكاً مردودٌ أَيضاً، لأَنَّ القرآنَ لم يَقُلْ بذلك.

الذي قالَه القرآنُ أَنَّ الرعْدَ يسبحُ بحمدِ الله، لأَنَّ الرعدَ مخلوقٌ من مخلوقاتِ الله، وكُلُّ المخلوقاتِ تُسَبِّحُ اللهَ، قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) .

وليس معنى إِسناده التسبيح للرَّعْد أَنْ يكونَ الرعْدُ مَلَكاً يُسَبِّحُ، بل هذا من حيويةِ التعبيرِ القرآني، الذي يستخدمُ طريقةَ التصوير، حيث قَدَّمَ الرعد في صورةٍ حيةٍ شاخصة، في صورةِ رجلٍ خاشعٍ عابدٍ يسبحُ اللهَ - عز وجل -.