كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل العاشر نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم (سخرية المجرم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل العاشر نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم (سخرية المجرم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!)

الوصف

                                                   الفصل العاشر نقض المطاعن الموجهة إلى حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم

                                                             (سخرية المجرم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -!)

وَضَعَ الفادي عنواناً مثيراً هو: " عَلامَ يَحسدونَه؟ ". واعترضَ فيه على قولِ اللهِ - عز وجل - عن اليهود: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) .

تتحدَّثُ الآية ُ عن حَسَدِ اليهودِ للرسولِ - صلى الله عليه وسلم -، لِما آتاهُ اللهُ من فضْلِه، وهي النبوةُ التي خَصَّهُ اللهُ بها.

قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (٥١) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (٥٤)) .

كانَ اليهودُ يَطمعونَ أَنْ يَكونَ النبيُّ الخاتمُ منهم، فلما اختارَهُ الله من غيرِهم كَفَروا به، وجَعَلوا المشركينَ أَقربَ منه إِلى الله، وفَعَلوا ذلك حَسَداً منهم له، لقد حَسَدوهُ على ما آتاهُ اللهُ من النبوة، وحَسَدوا الأُمَّةَ المسلمةَ على ما آتاها اللهُ من الهدى، ولذلك كانوا أَشَدَّ الناسِ عداوةً للرسولِ - صلى الله عليه وسلم - وأُمَّتِه.

وقد تجاوزَ الفادي المفترِي المجرمُ هذا المعنى الصحيح للآية، واعتمدَ معنىً باطلاً، وتكلّمَ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بسفاهةٍ وسخريةٍ وقلَّةِ أَدَب.

زَعَمَ المجرمُ أَنَّ الآيةَ تتحدَّثُ عن " فُحولةِ " الرسولِ - صلى الله عليه وسلم -، وأَنَّ اللهَ آتاهُ القدرةَ على معاشرةِ وجماع نسائِه كلِّهنَّ في يومٍ واحد!.

قالَ فَضَّ اللهُ فاه: " قالَ ابنُ عباس: قال أَهْلُ الكتاب: زَعَمَ محمدٌ أَنه أُوتي ما أُوتيَ في تواضُع، وله تسعُ نسوة، وليس هَمُّه إِلّا النكاح فأَيُّ مُلْكٍ أَفضلُ من هذا؟ فقال محمدٌ: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) .

ويَفتخرُ المسلمونَ بأَنَّ محمداً كانَ يَدورُ على نسائِه (أَيْ يُجامعُهنَّ) في الساعةِ الواحدةِ من النَّهارِ أَو الليل، وهُنَّ إِحْدى عشرةَ امرأة قالَ قتادةُ بنُ دعامة لأَنَسِ بنِ مالك: أَوَ كانَ يُطيقُ الدورانَ عليهنَّ كُلِّهن؟ فقالَ أَنس: كُنّا نَتَحَدَّثُ أَنه أُعطيَ قُوهَ ثلاثينَ رَجُلاً - وفي روايةٍ: قوةَ أَربعينَ رجلاً من أَهْلِ الجنةِ! وَوَرَدَ في الحديث: قالَ محمد: أُعطيتُ قوةَ أَربعينَ رجلاً من أَهل الجنةِ في البطشِ وفي الجماع!!

وَرَوَوا أَنَّ الرجلَ من أَهلِ الجنةِ ليُعطى قوةَ مئةِ رَجُلٍ في الأَكْلِ والشربِ والجماعِ والشهوة وقال محمد: أَتاني جبريلُ بقِدْرٍ، فأَكَلْتُ منها، فأُعطيتُ قُوةَ أَربعينَ رَجُلاً من رجالِ الجنة وشكا محمد إِلى جبريلَ قلةَ الجماع، فتبسَّمَ جبريلُ حتى تلأْلأَ مجلسُ محمدٍ من بريقِ ثنايا جبريل، فقال له: أَينَ أَنتَ من أَكْلِ الهريسة؟! ".

وكلُّ الرواياتِ التي أَوردَها الخبيثُ باطلةٌ مردودة، لم تَصحّ روايةٌ واحدةٌ منها، فهو يَضَعُ في كتابهِ المتهافتِ الكلامَ الباطلَ الساقط، ثم يتحدثُ عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ببذاءةٍ وانعدامِ حياء، وبتهكُّمٍ وسخريةٍ واستهزاء، ويَجعلُ ذلك دليلاً على عدمِ نبوَّتِه - صلى الله عليه وسلم -.