كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية (إشاعة إبادة الكلاب في المدينة)

كتاب القرآن ونقض مطاعن الرهبان-الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية (إشاعة إبادة الكلاب في المدينة)
225 0

الوصف

                                                     الفصل التاسع نقض المطاعن الفنية 

                                                      (إشاعة إبادة الكلاب في المدينة)

ذَكَرَ الفادي المفترِي أُسطورةَ إِبادَةِ الكلابِ في المدينة. قال: " عن أَبي رافعٍ قال: جاءَ جبريلُ إِلى محمدٍ يستأْذِنُه، فأَذِنَ له، فلم يَدْخُل.

فقال: إِنّا قد أَذِنّا لك فَلِمَ لَمْ تَدْخُل؟ فقال: إِنّا لا ندخلُ بيتاً فيه كَلْب! قالَ أَبو رافع: فأَمَرني أَنْ أَقتُل كُلَّ كَلْبٍ في المدينة! ففعَلْتُ، حتى انتهيتُ إِلى امرأةٍ عندها كَلْبٌ ينبحُ عليها، فتركْتُه رحمةً لها، ثم جئتُ إِلى محمد، فأَمَرني بقتله فأَتى عديُّ بنُ حاتم وزيدُ بنُ المهلهل الطائِيَّيْن، فقالا: يا رسولَ الله، إِنّا قومٌ نَصيدُ بالكلاب، فماذا يحلُّ لنا؟ فقالَ: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ) ".

وعَلَّقَ على هذه الإِشاعةِ بقوله: " ونحنُ نسأل: إِنْ كانَ جبريلُ لم يدخُلْ بيتَ محمدٍ لسببِ الكلابِ التي فيه، فلماذا لم يكتفِ محمدٌ بقَتْلِ كلابِ بيتِه فقط؟ ولماذا أَمَرَ بقَتْلِ كَلْبِ المرأةِ المسكينة، التي رَقَ لها أَبو رافع ولم يشأ أَنْ يقتلَ كَلْبَها، وفي الوقتِ نفسِه استحيا كلابَ الأَغنياءِ للصيْد؟ ثم إِنَّ الكلابَ كانتْ في بيتِ محمدٍ وفي المدينة، قبلَ قَتْلِ الكلاب، فكيفَ كان جبريلُ يأتي محمداً قبلَ قتْلِها؟ إِنْ كانَ جبريلُ يكرهُ الكلابَ، أَلا نقول: إِنَّ الذي كانَ يأتي محمداً أَوَّلاً هو غيرُ جبريل؟ ".

إِنَّ ما ذَكَرَه الفادي المفترِي أُسطورةٌ مكذوبة، فلم يكنْ في بيتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَلْب، ومن ثم لم يحدثْ أَن امتنعَ جبريلُ من الدخول بسببِ الكلب، ولم يأْمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أَبا رافعٍ بقَتْلِ جميعِ الكلابِ في المدينة.

وإِذا كانت القصةُ مكذوبةً باطلة، فكلُّ ما بناهُ الفادي المفترِي عليها من نتائج فهو باطلٌ مردود.