كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الألف (أسر)

الوصف
كتاب الألف
(أسر)
الأَسْر: الشدّ بالقيد، من قولهم: أسرت القتب، وسمّي الأسير بذلك، ثم قيل لكلّ مأخوذٍ ومقيّد وإن لم يكن مشدوداً ذلك .
وقيل في جمعه: أَسَارَى وأُسَارَى وأَسْرَى، وقال تعالى: (وَيَتِيماً وَأَسِيراً) [الإنسان/ ٨] .
ويتجوّز به فيقال: أنا أسير نعمتك، وأُسْرَة الرجل: من يتقوّى به. قال تعالى: (وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) [الإنسان/ ٢٨] إشارة إلى حكمته تعالى في تراكيب الإنسان المأمور بتأمّلها وتدبّرها في قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الذاريات/ ٢١] . والأَسْر: احتباس البول، ورجل مَأْسُور: أصابه أسر، كأنه سدّ منفذ بوله، والأسر في البول كالحصر في الغائط.
أسِن: يقال: أَسِنَ الماء يَأْسَنُ، وأَسَنَ يَأْسُنُ : إذا تغيّر ريحه تغيّراً منكراً، وماء آسن، قال تعالى: (مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) [محمد/ ١٥] ، وأسن الرجل: مرض، من: أسن الماء، إذا غشي عليه، قال الشاعر:
يميد في الرّمح ميد المائح الأسن وقيل: تَأَسَّن الرجل إذا اعتلّ تشبيهاً به.
أسَا : الأُسْوَة والإِسْوَةُ كالقدوة والقدوة، وهي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره إن حسنا وإن قبيحا، وإن سارّا وإن ضارّا، ولهذا قال تعالى: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب/ ٢١] ، فوصفها بالحسنة، ويقال: تَأَسَّيْتُ به، والأَسَى: الحزن. وحقيقته: إتباع الفائت بالغم، يقال: أَسَيْتُ عليه وأَسَيْتُ له، قال تعالى: (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) [المائدة/ ٦٨] ، وقال الشاعر: أسيت لأخوالي ربيعة وأصله من الواو، لقولهم: رجل أَسْوَان ، أي: حزين، والأَسْوُ: إصلاح الجرح، وأصله: إزالة الأسى، نحو: كربت النخل: أزلت الكرب عنه، وقد أَسَوْتُهُ آسُوهُ أَسْواً، والآسِي: طبيب الجرح، جمعه: إِسَاة وأُسَاة، والمجروح مَأْسِيٌّ وأَسِيٌّ معا، ويقال: أَسَيْتُ بين القوم، أي: أصلحت ، وآسَيْتُهُ. قال الشاعر: آسى أخاه بنفسه وقال آخر: فآسى وآداه فكان كمن جنى وآسي هو فاعل من قولهم: يواسي، وقول الشاعر: يكفون أثقال ثأي المستآسي فهو مستفعل من ذلك، فأمّا الإساءة فليست من هذا الباب، وإنما هي منقولة عن ساء.