كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الألف (أفق - أفك)

الوصف
كتاب الألف
(أفق - أفك)
[أفق]
قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ) [فصلت/ ٥٣] أي: في النواحي، والواحد: أُفُق وأفق ، ويقال في النسبة إليه: أُفُقِيّ، وقد أَفَقَ فلان: إذا ذهب في الآفاق، وقيل: الآفِقُ للذي يبلغ النهاية في الكرم تشبيها بالأفق الذاهب في الآفاق.
[أفك]
الإفك: كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهابّ: مُؤْتَفِكَة. قال تعالى: (وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) [الحاقة/ ٩] ،
وقال تعالى: (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) [النجم/ ٥٣] ، وقوله تعالى: (قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) [التوبة/ ٣٠] أي: يصرفون عن الحق في الاعتقاد إلى الباطل، ومن الصدق في المقال إلى الكذب، ومن الجميل في الفعل إلى القبيح، ومنه قوله تعالى: (يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) [الذاريات/ ٩] ، (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [الأنعام/ ٩٥] ، وقوله تعالى: (أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا) [الأحقاف/ ٢٢] ، فاستعملوا الإفك في ذلك لمّا اعتقدوا أنّ ذلك صرف من الحق إلى الباطل، فاستعمل ذلك في الكذب لما قلنا، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) [النور/ ١١] ، وقال: (لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) [الجاثية/ ٧] ، وقوله: (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ) [الصافات/ ٨٦] فيصح أن يجعل تقديره: أتريدون آلهة من الإفك ، ويصح أن يجعل «إفكا» مفعول «تريدون» ، ويجعل آلهة بدل منه، ويكون قد سمّاهم إفكا. ورجل مَأْفُوك: مصروف عن الحق إلى الباطل، قال الشاعر: فإن تك عن أحسن المروءة مأفو ... كا ففي آخرين قد أفكوا وأُفِكَ يُؤْفَكُ: صرف عقله، ورجل مَأْفُوكُ العقل.