كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الألف (ألم - أله)

كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الألف (ألم - أله)

الوصف

                                                     كتاب الألف 

                                                     (ألم - أله)

[ألم]

الأَلَمُ الوجع الشديد، يقال: أَلَمَ يَأْلَمُ أَلَماً فهو آلِمٌ.

قال تعالى: (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ) [النساء/ ١٠٤] ، وقد آلمت فلانا، وعذاب أليم، أي: مؤلم. وقوله: (لَمْ يَأْتِكُمْ) [الأنعام/ ١٣٠] فهو ألف الاستفهام، وقد دخل على «لم» .

[أله]

الله: قيل: أصله إله فحذفت همزته، وأدخل عليها الألف واللام، فخصّ بالباري تعالى، ولتخصصه به قال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) [مريم/ ٦٥] . وإله جعلوه اسما لكل معبود لهم، وكذا اللات، وسمّوا الشمس إِلَاهَة  لاتخاذهم إياها معبودا.

وأَلَهَ فلان يَأْلُهُ الآلهة: عبد، وقيل: تَأَلَّهَ. فالإله على هذا هو المعبود  .

وقيل: هو من: أَلِهَ، أي: تحيّر، وتسميته بذلك إشارة إلى ما قال أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه: (كلّ دون صفاته تحبير الصفات، وضلّ هناك تصاريف اللغات) وذلك أنّ العبد إذا تفكّر في صفاته تحيّر فيها، ولهذا روي: «تفكّروا في آلاء الله ولا تفكّروا في الله» .

وقيل: أصله: ولاه، فأبدل من الواو همزة، وتسميته بذلك لكون كل مخلوق والها نحوه، إمّا بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات، وإمّا بالتسخير والإرادة معا كبعض الناس، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها  ، وعليه دلّ قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [الإسراء/ ٤٤] .

وقيل: أصله من: لاه يلوه لياها، أي: احتجب. قالوا: وذلك إشارة إلى ما قال تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) [الأنعام/ ١٠٣] ، والمشار إليه بالباطن في قوله: (وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ) [الحديد/ ٣] . وإِلَهٌ حقّه ألا يجمع، إذ لا معبود سواه، لكن العرب لاعتقادهم أنّ هاهنا معبودات جمعوه، فقالوا: الآلهة. قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا) [الأنبياء/ ٤٣] ، وقال: (وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) [الأعراف/ ١٢٧] وقرئ: (وإلاهتك) أي: عبادتك. ولاه أنت، أي: لله، وحذف إحدى اللامين. «اللهم» قيل: معناه: يا الله، فأبدل من الياء في أوله الميمان في آخره ، وخصّ بدعاء الله، وقيل: تقديره: يا الله أمّنا بخير، مركّب تركيب حيّهلا.