كتاب المفردات في غريب القرآن - كتاب الألف (إِنَّ وأَنَ)

الوصف
كتاب الألف
(إِنَّ وأَنَ)
إِنَّ أَنَّ ينصبان الاسم ويرفعان الخبر، والفرق بينهما أنّ «إِنَّ» يكون ما بعده جملة مستقلة، و «أَنَّ» يكون ما بعده في حكم مفرد يقع موقع مرفوع ومنصوب ومجرور، نحو: أعجبني أَنَّك تخرج، وعلمت أَنَّكَ تخرج، وتعجّبت من أَنَّك تخرج. وإذا أدخل عليه «ما» يبطل عمله، ويقتضي إثبات الحكم للمذكور وصرفه عمّا عداه، نحو: (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة/ ٢٨] تنبيها على أنّ النجاسة التامة هي حاصلة للمختص بالشرك، وقوله عزّ وجل: (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ) [البقرة/ ١٧٣] أي: ما حرّم ذلك إلا تنبيها على أنّ أعظم المحرمات من المطعومات في أصل الشرع هو هذه المذكورات.
وأَنْ على أربعة أوجه:
الداخلة على المعدومين من الفعل الماضي أو المستقبل، ويكون ما بعده في تقدير مصدر، وينصب المستقبل نحو: أعجبني أن تخرج وأن خرجت.
والمخفّفة من الثقيلة نحو: أعجبني أن زيدا منطلق.
والمؤكّدة ل «لمّا» نحو: (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) [يوسف/ ٩٦] .
والمفسّرة لما يكون بمعنى القول، نحو: (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا) [ص/ ٦] أي: قالوا: امشوا.
وكذلك «إِنْ» على أربعة أوجه:
للشرط نحو: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) [المائدة/ ١١٨] ، والمخفّفة من الثقيلة ويلزمها اللام نحو: (إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا) [الفرقان/ ٤٢] ، والنافية، وأكثر ما يجيء يتعقّبه «إلا» ، نحو: (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا) [الجاثية/ ٣٢] ،
(إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) [المدثر/ ٢٥] ، (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ) [هود/ ٥٤] .
والمؤكّدة ل «ما» النافية، نحو: ما إن يخرج زيد.