نداءات الرحمن لأهل الإيمان - النداء الثاني والعشرون (في وجوب طاعة الله وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأولي الأمر من المؤمنين)

نداءات الرحمن لأهل الإيمان - النداء الثاني والعشرون (في وجوب طاعة الله وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأولي الأمر من المؤمنين)
288 0

الوصف

نداءات الرحمن لأهل الإيمان - النداء الثاني والعشرون (في وجوب طاعة الله وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأولي الأمر من المؤمنين)

النداء الثاني والعشرون:

وجوب طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" (النساء:59).

موضوع الآية: وجوب طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأولي الأمر من المؤمنين، ورد التنازع فيما أشكل إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

مناسبة الآية لما قبلها:

لما أمر الله تعالى ولاة أمور المسلمين بأداء الأمانات التي هي حقوق الرعية –وأمرهم بالحكم بالعدل- أمر سبحانه المؤمنين الْمُوَلَّى عَلَيْهِمْ بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم أولا ثم بطاعة ولاة الأمور ثانيا، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ" إذ لا تقوم المصالح العامة إلا بذلك، والطاعة لأولي الأمر مقيدة بما كان معروفا في الشرع، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الطاعة في المعروف"، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

سبب النزول الآية:

قيل: إنها نزلت في عبد الله بن حذاقة السهمي، إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية، أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس، وعن علي رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا فأغضبوه في شيء، فقال: اجمعوا لي حطبا، فجمعوا له، ثم قال: أوقدوا نارًا فأوقدوا، ثم قال: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا وتطيعوا؟ قالوا: بلى، قال: فادخلوها، قال: فنظر بعضهم إلى بعض، فقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار، فكانوا كذلك، وسكن غضبه، وطفئت النار، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة بالمعروف".

بين يدي الآية

كرّم الله عز وجل الإنسان بأن أعطاه بعض صفاته؛ لكرامته عنده، وجعله فردًا لا شبيه له، والله جلّ جلاله مريد، لذلك كرّم الإنسان بأنه جعله مُرِيدًا واستخلفه في الأرض. فكلُّ إنسان له إرادة يأمر بموجبها وينهي. ولأن الإنسان يقع تحت تأثير مَنْ هو أقوى منه، فلا بد له أن يعرف من الذي ينبغي له أن يطيعه، أو يعصيه. والآية تبيّن أن على المؤمن طاعة أوامر الله عز وجل التي وردت في القرآن الكريم، وما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته القولية والفعلية والإقرارية.

لقد أحالك الله أيها المؤمن إلى الكتاب والسنة، ولا يعقل أن يحيلك الله إلى شيء لا تجد فيه جوابًا شافيًا، وفيصلًا لأية قضية متنازع عليها، لأن الله عز وجل يقول: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة: 3).

وعلى الإنسان أن يطيع الله استقلالًا في قرآنه، ويطيع رسوله فيما صحّ من سنته استقلالًا، ولكن فيما صحّ من سنته؛ إذ إن كلام الله عز وجل قطعي الثبوت، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ظنية الثبوت فيما صحّ من كلامه، فهناك حديث موضوع، وحديث ضعيف جدًّا يقترب من الموضوع، وَلَسْتَ مكلفًا أن تربط كلام رسول الله بكلام الله، لأن القرآن الكريم جاء بالكليات، وجاءت سنّة النبي صلى الله عليه وسلم بالتفاصيل، فالقرآن الكريم وحي متلو، والسنة المطهرة وحي غير متلو، وكلاهما وحيان، قال صلى الله عليه وسلم:

"تركت فيكم شيئين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي".

(أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة).

ولا يوجد فساد إلا في عالم الإنس والجن؛ لأنهما مخيّران، وكل ما في الكون ما سوى الإنس والجن مسير خاضع لله عز وجل، قال تعالى: "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)" (فصلت: 11).

ويترتب على طاعة الله ورسوله الفوز العظيم، قال تعالى: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)" (الأحزاب: 71)، والفوز العظيم يعني النجاح كل النجاح، والفلاح كل الفلاح، والفوز كل الفوز، والذكاء كل الذكاء، والتفوق كل التفوق في طاعة الله، قال تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ" (الأحزاب: 36).

وأمور الدين التي جاء بها كتاب الله، وسنة النبي توفيقية، ليست خاضعة للبحث، ولا للدرس، ولا للتعديل، ولا للتطوير، ولا للحذف، ولا للزيادة؛ لأنها ليست منتجًا أرضيًا، بل هي من عند الله، ومن عند المعصوم إذا كانت من النبي صلى الله عليه وسلم. أما أمور البشر فهي خاضعة للبحث، والدرس، والتعديل، والحذف، والزيادة، والتطوير.

ويترتب على طاعة الله ورسوله – أيضًا – رحمة الله ومغفرته، قال تعالى: "وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)" (النور: 56)، وقال تعالى: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ" (آل عمران: 31).

والخروج عن منهج الله وسنّة رسوله، ومعصية الله ورسوله، مشكلات المسلمين، ومبعث تعذيبهم. وما كان للمسلمين أن يعذبوا إلا بخروجهم عن منهج رسول الله، قال تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ" (الأنفال: 33)، ويوم القيامة يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار، قال تعالى: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ" (الفتح: 17)، وقال: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69)" (النساء: 69).

فإن تناقضت مصلحتك مع طاعة رسول الله، فقدم طاعة الرسول على مصلحتك، فمثلا: قال صلى الله عليه وسلم:

(لا تبع شيئًا حتى تحوزه إلى رحلك)،

والبورصة قائمة على بيع لا تطبق فيه هذه القاعدة، لذلك نشأت في بعض البلاد الإسلامية أزمة بورصة أتلفت عشرات مليارات الدولارات، ودخل بضعة آلاف من الأشخاص المستشفيات بأزمة أصابت قلوبهم؛ لأنهم لم يطبقوا سنة رسول الله. وقال طالب درس الاقتصاد في ألمانيا: إن كل أموال البترول التي دفعها الغرب إلى المسلمين استردها عن طريق البورصة.

إنّ طاعة الله ورسوله هي أساس الفوز في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا" (الحجرات: 14)، وقال صلى الله عليه وسلم:

"ما ترك عبد شيئًا لله، إلا عوضه الله خيرًا منه في دينه ودنياه"

(ورد في الجامع الصغير عن ابن عمر).

المعنى الإجمالي:

اعلم أيها القارئ أنك أهل لنداء الله تعالى لك، ولسائر المؤمنين والمؤمنات، وأن سبب هذا التأهيل هو الإيمان بالله ربا وإلها، وبمحمد نبيا ورسولا، وبالإسلام شرعا ودينا، مع ضرورة الإيمان بباقي الأركان وهي: الإيمان بالملائكة، والكتب، والرسل، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

وهل تدري لِمَ نادى الرب تبارك وتعالى عباده المؤمنين في هذا النداء؟ إنه ناداهم ليأمرهم بأمرين عظيمين أُنِيطَتْ بهما سعادة الدنيا والآخرة معا.

فالأول: طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر من المؤمنين وهم الأمراء والعلماء.

والثاني: رد المختلف فيه والمتنازع عليه إلى كتاب الله وهو القرآن الكريم، وإلى سنة رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإليك بيان وجه السعادة فيما أمر الله بطاعته، والرد إليه:

1- طاعة الله (عز وجل)، وطاعته تعالى تتحقق بفعل الأمر وترك النهي، ولا فرق بين ما كان من الأمر للوجوب، وما كان للندب والإرشاد، وكذلك النهي لا فرق بين ما كان منه للتحريم، وما كان للكراهة، وذلك أن الله تعالى لا يأمر ولا ينهى إلا من أجل إكمال عباده وإسعادهم وإبعاد الشقاوة عنهم والخسران في الحياتين؛ لأنه ربهم ووليهم، وليس في حاجة إليهم، ومن هنا فإنه لا يأمرهم إلا بما يحقق سعادتهم وكمالهم، ولا ينهاهم إلا عما يسبب شقاءهم وخسرانهم في الدارين.

ومن هنا وجب علينا أن نعلم أن معرفة أوامر الله تعالى، ومعرفة نواهيه من أوجب الواجبات وألزمها، وأن من لم يعرف ذلك لا يمكنه أن يطيع الله بحال من الأحوال، فهو إذًا خاسر لا محالة في الدنيا والآخرة، فلنذكر هذا ولنعلم المؤمنين به.

2- طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهي كطاعة الله تعالى لا تتحقق إلا بمعرفة أوامره ونواهيه صلى الله عليه وسلم، ولا فرق بين ما كان للوجوب والندب، وما كان للتحريم والكراهة، وإن كانت أوامره ونواهيه صلى الله عليه وسلم مستوحاة من الكتاب الكريم، إلا أن الله تعالى أمر بطاعته طاعة استقلالية، إذ قال تعالى: "أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ" فكرر الأمر بالطاعة لعلمه تعالى أن الأمة قد تعجز عن إدراك الأحكام الشرعية والهدايات القرآنية ما لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم مبينا لها آمرا بها ناهيا، وكيف وقد قال عز من قائل: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ" وهو صلى الله عليه وسلم قد قال: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله" ومن هنا وجبت طاعته صلى الله عليه وسلم على كل مؤمن ومؤمنة في الأمر والنهي، على حد سواء ولا سيما ما كان منها للوجوب والتحريم، ووجب معرفة أوامره ونواهيه لأمته وإلا فطاعته متعذرة على المؤمن الجاهل بها.

3- طاعة أولي الأمر من المؤمنين: إذ أمر تعالى بها في هذا النداء بقوله: "وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ" وقيد "مِنْكُمْ" يخرج به طاعة الكافر، إذ لا طاعة لحاكم كافر إلا في حالة الإكراه الشديد المقتضي للقتل أو أشد العذاب، لقوله تعالى: "إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ" وأولوا الأمر يتناول الأمراء والعلماء والوالدين والمربين الصالحين، إلا أن طاعتهم ليست مطلقة بل هي مقيدة بالمعروف. فمن أمر منهم بالمعروف وهو ما عرفه الشارع صالحا نافعا أو ضارا فاسدا، فهذا الذي إذا أمر به الأمير أو العالم أو الوالد أو المربي الصالح تجب فيه الطاعة فعلا أو تركا، إذ قال تعالى وهو يخاطب رسوله: "وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ" أي على المؤمنات طاعتك في المعروف، وأما غير المعروف لو أمرتهن به فلا طاعة لك فيه، وهذا من باب الهداية القرآنية، وإلا حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر بغير المعروف.

ومن هنا فطاعة أولي الأمر لا تجب إلا فيما كان معروفا في الشرع مأمورا به أو مَنْهِيًّا عنه وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر هذا الحكم فيقول: " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني".

وفي الوالدين يقول تعالى: "وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ...." كان ذلك الأمر الأول وهو طاعة الله وطاعة رسوله وأولي الأمر.

وأما الأمر الثاني: فهو رد المختلف فيه إلى الكتاب والسنة وهو رد واجبٌ مَنْ رفضه على علم فقد فسق وظلم وتعرض للكفر والعياذ بالله، إذ قال تعالى: "فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ" (أيها المؤمنون حكامًا أو محكومين علماء أو جاهلين) أي في حِلِّيَّتِهِ أو حرمته، في وجوبه أو عدم وجوبه، في جوازه وإباحته أو عدم ذلك، فَرُدُّوه إلى القرآن والسنة النبوية الصحيحة. 

والذي يقوم بالتحقيق والمعرفة هم العلماء علماء الشرع الفقهاء والعارفون بالكتاب والسنة، لا الجهال والذين لا علم لهم حتى ولو كانوا الحاكمين، وقوله تعالى: "إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ" فيه إشارة أفصح من عبارة وهي: أن الذين يرفضون الرد إلى الكتاب والسنة فيما اختلف في حكمه ما هم بالمؤمنين بالله واليوم الآخر، ومن لم يؤمن بالله واليوم الآخر فهو كافر، وأخيرا وإتماما للنصح والتوجيه يقول تعالى: "ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" أي أحسن عاقبة، فهو خير حالا ومآلا. والحمد لله والشكر له على هدايته وتعليمه وإنعامه.

ما يستفاد من الآية:

1- وجوب طاعة الله وطاعة الرسول وولاة المسلمين من حكام وعلماء وفقهاء؛ لأن طاعة الرسول من طاعة الله، وطاعة الوالي من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، للحديث المتفق عليه "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن عصى أميري فقد عصاني".

2- وجوب رد المتنازع فيه عقيدة أو عبادة أو قضاء أو غيره إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضا بقضائهما، "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (النساء:65).

3- العاقبة الحميدة والحال الحسنة السعيدة في رد أمة الإسلام ما تتنازع فيه إلى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم.

وقد استنبط العلماء رحمهم الله تعالى من هذه الآية أن أصول التشريع في الدين أربعة:

1- الكتاب: وهو القرآن الكريم، فقد قال الله سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ" .

2- السنة: وهي ما أتت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا، فقد قال سبحانه "وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ" .

3- الإجماع: إجماع مجتهدي عصر من العصور على حكم ليس فيه نص شرعي.

4- القياس: وهو عرض الرسائل المتنازع فيها على القواعد العامة في الكتاب والسنة، وذلك بإلحاق ما لا نص فيه بما فيه نص من كتاب أو سنة، وذلك في قوله سبحانه: "فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ" ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "قس الأشباه والأمثال والنظائر".