نداءات الرحمن لأهل الإيمان_ النداء الثامن والستون ( وجوب طاعة الله ورسوله)

نداءات الرحمن  لأهل الإيمان_ النداء الثامن والستون    ( وجوب طاعة الله ورسوله)
410 0

الوصف

  النداء الثامن والستون

   وجوب طاعة الله ورسوله   

قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَّغْفِرَ اللهُ لَهُمْ﴾ (محمد: 33-34). 

  * موضوع الآيات: 

وجوب طاعة الله ورسوله والحذر من إبطال الأعمال الصالحة. 

*  معاني الكلمات:

 (وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ): أي لا تبطلوا ثواب أعمالكم بما أبطل به هؤلاء كالكفر والنفاق والرياء والمن والأذى. 

 (وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ): عن طريق الحق والهدى والإسلام. 

 (ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ): هذا عام في كل من مات على كفره؛ لأن الكفر محبط للأعمال. 

  سبب نزول قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ)  

أخرج ابن أبي حاتم ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي العالية قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل. فنزلت (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) خافوا أن يبطل الذنب العمل. 

سبب نزول قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَّغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) 

نزلت في أصحاب القليب: أي قليب بدر، حديث ألقي قتلة المشركين في بئر. 

  * المناسبة:

بعد بيان حال المشركين في أول السورة ثم حال المنافقين ذكر الله عز وجل حال جماعة من أهل الكتاب وههم بنو قريظة والنضير وكفروا وصدوا عن سبيل الله فهداهم الله، لأنهم تركوا الحق بعد معرفته، ثم ذكر قصة بعض الصحابة وهم بنو سعد الذين الذين أسلموا وامتنوا بإسلامهم على النبي صلى الله عليه وسلم فنهاهم الله عن ذلك، ثم أبان حكم من ماتوا كفارًا، وهو أنه لن يغفر الله لهم، وأنه خاذلهم في الدنيا والآخرة، فلا داعي لإظهار الضعف والتذلل أمامهم والمؤمنون في قوة وغلبة وتفوق. 

*  المعنى الإجمالي:

إن طاعة الله وطاعة رسوله عليها مدار السعادة في الدنيا والآخرة، لذا نادى الله (جل جلاله) عباده المؤمنين به وبلقائه ليأمرهم بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لعلمه تعالى أن السعادة في طاعته وطاعة رسوله، وأن الشقاء في معصية الله ومعصية رسوله، وهو تعالى يحب أولياءه وهم المؤمنون بما أمرهم أن يأمنوا به، والمتقون له بترك معاصيه. فبحبه لهم أمرهم بالطاعة الموجبة للسعادة حتى يسعدوا ولا يشقوا، فله الحمد وله المنة. 

ناداهم قائلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) أي يا من آمنتم بي ربا وإلها وبديني الإسلام دينا حقا لا دين ينفع ويجدي سواه، وبنبي محمد نبيا وخاتما ورسولا عاما (أَطِيعُوا اللهَ) ربكم وإلهكم ووليكم فيما يأمركم به وينهاكم عنه. (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) نبيكم ورسولكم في كل ما يأمركم به وينهاكم عنه، فإن هذه الطاعة التي أمرتم بها هي سبيل نجاتكم، وسلم رقيكم وسعادتكم فلا تحرموا أنفسكم من سعادة الدارين. ولنعلم أن هذا الأمر بالطاعة لله ورسوله هو من باب الزموا طاعة الله ورسوله واثبتوا عليها، لأنهم بإيمانهم مطيعون. وقوله تعالى لهم: ( وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) يؤكد أن الأمر بالطاعة هنا معناه الثبات عليها وعدم التهاون فيها. وإبطال الأعمال الصالحة يكون بأمور أظهرها وأقواها الشرك والردة عن الإسلام، ثم الرياء وهي أن يعمل المرء عملا صالحا فيرائي به غير الله من أجل أن يشكر عليه، أو من أجل أن يدفع عنه المذمة أو اللوم والعتاب. كما أن الصدقات تبطل بالمن لقوله تعالى: (لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى) والمن هو ذكر الصدقة للمتصدق عليه وتكرار ذلك عليه، والأذى قد يكون بلوم المتصدق عليه أو تعييره أو لفظ سيئ، ومن مبطلات العمل ارتكاب كبائر الإثم والفواحش، ومعنى إبطالها هنا أن السيئات إذا غشت النفس وأحاطت بالقلب حجبت نور تلك الصالحات ذات الحسنات السابقة ولم يبق لها نور في النفس، فقد روي عن الحسن البصري وعن الزهري: أن إحباط الأعمال الصالحة يكون بكبائر الذنوب إذ قالا: لا تبطلوا أعمالكم بالمعاصي. وليس معنى إبطالها إحباطها، فإحباط العمل لا يكون إلا بالشرك والكفر، لقوله تعالى: ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقوله تعالى: ( وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ، (وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) على أنه من دخل في عبادة ينبغي أن يتمها ولا يخرج منها نافلة كانت أو فريضة فمن دخل في صلاة نافلة فليتمها. ومن شرع في طواف فليتمه، ومن دخل في صيام فليتمه، ومن أحرم بحج أو عمرة فليتمها، ومن ائتم بإمام فليتم صلاته ولا يخرج عنه. لكنه لا على سبيل الإلزام والوجوب بل على سبيل الندب والاستحباب. وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي بالله ورسوله ( وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ) أي عن الإسلام، والدخول فيه بأي سبب من الأسباب، (ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) أي لم يتوبوا حتى ماتوا، فهؤلاء حكم الله تعالى بعدم المغفرة لهم، إذ قال عز من قائل: (فَلَن يَّغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) أي كفرهم وصدهم عن سبيل الله، ولو كانوا قبل كفرهم وصدهم فعلوا كل بر وخير وعبدوا الله بكل ما شرع من أنواع العبادات؛ لأن موتهم على أكبر إثم وأقبح جريمة وهما الكفر بالله ولقائه وشرعه، وصدهم غيرهم بوسائل الصد عن سبيل الله، فقد تكون الوسائل قتالا وضربا وتجريحا، وقد تكون طعنا في الدين وتحريفا له وتقبيحا فيه، حتى يصرفوا الناس عنه. ويدخل في هذا الوعيد بدون شك اليهود والنصارى، إذ حملوا راية الصد عن الإسلام والصرف عنه، وبذلوا أموالا وجهودا لا حد لها. والعياذ بالله، فمن مات منهم على ذلك فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين. 

  من وحي الآية: احذرْ أن يحبط عملك  

لو أنّ إنسانًا باع بيته، وبيته غالٍ جدًّا، واكتشف أن العملة التي قبضها كانت مزورة، فبماذا يشعر؟ ولو أنّ إنسانًا درس عشر سنوات في بلاد الغربة، ثم يعود إلى بلده ولا يُعترَف بشهادته، ما الذي يحصل معه؟ إنه الإحباط. وإحباط العمل صعب جدًا، وإذا كان صعبًا في الدنيا حيث لديك وقت للتعويض، فما بالك في الآخرة حيث لا وقت للتعويض وللمراجعة. 

يبطل عملك بأكمله جملة وتفصيلًا إذا كان سيئًا ونيته سيئة. ويبطل العمل أيضًا إذا كان مقبولًا ظاهريًا، لكن وراءه نوايا ليست طيبة. ويحبط العمل إذا كان مخالفًا للقرآن، والسنة. ويحبط العمل لو كان مقبولًا عند الناس إذا لم تكن وراءه نية خالصة لله عز وجل. 

  وفي القرآن معانٍ كثيرة تسبب إحباط العمل، ومنها:

1 – أن تكره ما أنزل الله، فإن رأيت حكمًا قرآنيًّا أو سنة نبوية مكروهة عندك ولم تعجبك، وتمنيت أنها لم تكن، كما لو قلت: ليت الحجاب لم يكن في الإسلام، ليت الاختلاط مسموح به. 

وإذا رأيت حكمًا شرعيًّا أمرًا أو نهيًا وتمنيت ألا يكون وكرهته ووجدته عبئًا عليك ويعوق حركتك في الحياة، فإنك لم تعتقد أن الله كماله مطلق، وأن هذه الموانع لمصلحتك، تمامًا كالمكبح في السيارة، فالسيارة صنعت لتسير، ولكن المكبح يتناقض مع علّة صنعها، فهو يوقفها، ولكنه يوقفها لسلامتك، وأنت حين ترى لوحة كتب عليها حقل ألغام ممنوع التجاوز، هل تحقد على واضع هذه اللوحة أم تشكره؟ هل ترى هذه اللوحة قيدًا لحريتك أم ضمانًا لسلامتك؟ فأن تكره ما أنزل الله، وما حكم به، وما أمر به، وما نهى عنه، وما أمر به نبيه، فأنت لا تعرف الله، ولا تعرف كماله المطلق. 

2 – أن تتبع ما يسخط الله، ومن ذلك أن تتعاون مع عدو الأمة، أو أن تدل الطرف الآخر على عورات المسلمين، أو ألا تكون وفيًا لأمتك، ولدينك العظيم، التزم بما يرضي الله عز وجل، وإلا فعملك يحبط. فهناك من كانت أعمالهم طيبة مقبولة عند الناس، لكن لا قيمة لها إطلاقًا بموازين الله، لأنهم لم يفعلوها ابتغاء مرضاة الله. 

وما من إنسان إلا ويعلم بفطرته ما الذي يرضي الله وما الذي يغضبه يرضي الله أن تكرم زوجتك، وأن تربي أولادك، وأن تحسن إلى جيرانك، وتتقن عملك، وتبيع بسعر معتدل، وترحم خلق الله، وتكون منصفًا ورحيمًا. فبالفطرة يعرف خلق الله ما الذي يرضيه، وما الذي يسخطه. 

وأنت أيها الإنسان تعرف الخطأ من الصواب؛ لأن الله عز وجل فطرك فطرة سليمة راقية جدًّا تكشف لك خطأك، والدليل قوله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) (8)  (الشمس: 7 – 8)، فاحذر مما يوجب غضب الله عليك. 

3 – أن تعجب بالكفار وتمشي على هديهم، كأن تتعلق بالغرب، وعاداته، وتقاليده. فنجد من يكسر زجاجة خمر عند افتتاح مؤسسة، تقليدًا للغرب. 

نحن بلاد إسلامية، فلماذا يتعلق أبناؤنا بالغرب، وبأخطائه وانحرافاته. إنّ تعلقك بغير المسلمين يحبط عملك، قال تعالى: (كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاَقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (69) (التوبة: 69). 

ولا يكفي للمسلم أن يكون من المسلمين فقط؛ إذ عليه أيضًا أن يكون مسلمًا قولًا وعملًا، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (33) (فصلت: 33)، والمؤمن لا يستحي بدينه ولا يعجب بغيره. 

4 – أن تصد عن سبيل الله: الويل ثم الويل ثم الويل لمن كان في خندق معادٍ للدين. هل تعلم من الطرف الآخر ومن تعادي؟ إنه خالق السماوات والأرض، الذي بيده حياتك ورزقك وموتك ومرضك؟ لذلك احرص على ألا تكون في خندق معادٍ للدين. 

5 – سوء الأدب مع رسول الله، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) (2)  (الحجرات: 2)، ومنه سوء الأدب مع العلماء الذين يدعون إلى الله. 

6 – الارتداد عن الدين، قال تعالى: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ) (البقرة: 217). 

7 – النفاق، قال تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا) (19)  (الأحزاب: 18 – 19). 

8 – إرادة الدنيا وحدها وعدم الاهتمام بالآخرة، قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآَخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (16)  (هود: 15 – 16). 

9 – الشرك: قال تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَّشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (88)  (الأنعام: 88)، وقال: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )(65)  (الزمر: 65). 

  محبطات للعمل وردت في السنة:

1 – التألي على الله، قال صلى الله عليه وسلم: "والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألّى عليّ أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك"  (رواه الإمام مسلم). 

فيا أيها الإنسان من أنت؟ أنت إله أم عبد؟ من أنت حتى تتألّى على الله؟ من منحك حق الحكم على إنسان بعدم مغفرة الله له؟ أو أن تقول: فلان إلى جهنم من قال لك هذا! الآن هو يعصي الله بأفعاله، غير أنه من الممكن أن يتوب إلى الله، ولو تاب إلى الله لقبله الله، فتأدب أيها الإنسان مع الله. 

روي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي السائب، وقد توفاه الله. وسمع امرأة من وراء الستر تقول: "رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك لقد أكرمك الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ أما هو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم"  (أخرجه أحمد والبخاري والنسائي وابن مردويه). 

ومما يحبط العمل أيضًا الرياء، والعجب، والجرأة على المعاصي في الخلوات، قال صلى الله عليه وسلم: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا"  (رواه ابن ماجه). 

2 – ظلم الناس والاعتداء عليهم. قال صلى الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه، فحملت عليه"  (رواه الترمذي). 

3 – الحسد في السنة يحبط العمل، والغيبة تحبط العمل، وترك الصلاة يحبط العمل. 

*  ما يستفاد من الآية:

1- وجوب طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم لأن في ذلك سعادة الدنيا والآخرة. 

2- وجوب إتمام العمل الصالح من صلاة وغيرها بالشروع فيها. 

3- بطلان العمل الصالح بالرياء أو إفساده عند أدائه أو بالردة عن الإسلام، أعاذنا الله من ذلك.