موسوعةالأخلاق الإسلامية-نصوص مشروحة تشتمل على جوانب أخلاقية ( جوانب أخلاقية 1- في أنواع البر)

موسوعةالأخلاق الإسلامية-نصوص مشروحة تشتمل على جوانب أخلاقية ( جوانب أخلاقية 1- في أنواع البر)
292 0

الوصف

                                                    نصوص مشروحة تشتمل على جوانب أخلاقية

                                                           1- في أنواع البر

1- في أنواع البر

قال الله تعالى في سورة (البقرة 2):

(لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177))

البر في استعمال الشرع كلمة جامعة لكل أصناف الخير، ويراد منه ما زاد على حدود التقوى، فهو مرتبة فوق مرتبة التقوى ودون مرتبة الإحسان.

وفي قول الله تعالى في الآية: (لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) تصحيح لفهم خاطئ كان مهيمنًا على أفكار المخاطبين. وذلك أنه لما أنزل الله تحويل قبلة المسلمين في الصلاة من بيت المقدس إلى الكعبة بيت الله الحرام، أخذ السفهاء من الناس وفي مقدمتهم يهود المدينة، يلغطون ويشوشون، ويقولون: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ ويقولون للمسلمين: إما أنكم كنتم على خطأ فصلاتكم الأولى إلى بيت المقدس باطلة، وإما أنكم الآن على خطأ فصلاتكم إلى الكعبة باطلة، فأنزل الله تبارك وتعالى تصحيح أصل المفهوم في موضوع الاتجاه في الصلاة، وبين للمسلمين أن تحديد الجهة التي يجب على المصلي أن يتوجه لها لا يعدو أن يكون شكلية اقتضتها حكمة توجيه المسلمين جميعًا شطر جهة واحدة، وليس الاتجاه عبادة للجهة، فالمضمون الحقيقي هو عبادة الله، والجهات كلها مشارقها ومغاربها لله، فليس البر الحقيقي هو أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، وفي هذا تحرير لمفاهيم المسلمين من التعلق الفكري والقلبي بالأشكال والرسوم، وإن التزموا بها طاعة لله، ووصلهم بالمضامين الجوهرية التي هي البر حقيقة.

ثم بين الله بعض وجوه البر التي هي حقائق جوهرية ذات ثمرات وأهداف عظيمة، ووجوهًا هي من مرتبة التقوى باعتبار أن متربة التقوى شرط أساسي لتحقق مرتبة البر، فذكر الله عز وجل عدة أنواع:

النوع الأول:
الإيمان الصحيح الكامل بالحقائق الفكرية الكبرى التي هي الأسس الأولى لتقويم السلوك. وقد أثبتت الآية أهم أركان هذا النوع، بقول الله تعالى فيها: (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)

أي إن البر هو بر من آمن هذا الإيمان، وهذا الإيمان هو من مرتبة التقوى.

النوع الثاني:
إيتاء ذوي الحاجات من أفراد المجتمع من عطاء زائد على الواجب، وهذا النوع يبرز صورة مهمة من صور مكارم الأخلاق في الفرد المسلم، إذ يعبر عن مدى رحمته بمن يستحقون الرحمة من عباد الله، ومدى تعاونه الجماعي وتدعيمه لوحدة المجتمع المسلم المتعاون المتماسك القوي.

وقد أثبتت الآية أهم أمثلة هذا النوع بقول الله تعالى:(وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ) وهذا من مرتبة البر.

النوع الثالث:
العبادة الخالصة لله تعالى، وقد أثبتت الآية أهم أركانها، مما كان قد نزل التكليف به، فقال تعالى: (وَأَقَامَ الصَّلاَةَ) وهذا من مرتبة التقوى.

النوع الرابع:
الزكاة، وهذا من مرتبة التقوى.

النوع الخامس:
فضائل الأخلاق التي هي من مرتبة التقوى، وقد أثبتت الآية عنصرًا مهمًا منها، فقال تعالى: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)

النوع السادس:
فضائل الأخلاق التي هي من مرتبة البر، وقد أثبتت الآية عنصرًا مهمًا منها، وهو الصبر، فقال تعالى: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ)

(أ) البأساء: وهو الجوع، طوعًا في الصوم، أو كرهًا في المجاعة.

(ب) الضراء: وهي المصائب في الأموال والأنفس.

(ج) البأس: وهو القتال الشديد.

وكل هذه الأمور تحتاج إلى فضيلة خلق الصبر. ثم ختم الله الآية بقوله: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)