موسوعةالأخلاق الإسلامية-نصوص مشروحة تشتمل على جوانب أخلاقية (2- من شعب الإيمان)

2- من شعب الإيمان

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.

بضع وسبعون أو بضع وستون: شك من الراوي. والبضع في العدد من الثلاثة إلى التسعة.

والمراد من شعب الإيمان مظاهره في السلوك لا أركانه، لذلك أبان الرسول أن أعلاها وأفضلها قول: لا إله إلا الله. وأن أدناها إماطة الأذى عن الطريق، وأن الحياء شعبة من الإيمان، والحياء ظاهرة في السلوك النفسي نابعة من قاعدة الإيمان.

وحين يكون الإيمان صحيحًا صادقًا فلا بد أن تكون له آثار ومظاهر في السلوك على مقدار قوته ورسوخه وهيمنته على الفكر والنفس، وهذه الآثار والمظاهر بمثابة فروع مشهودة في السلوك الإنساني لشجرة الإيمان المتغلغلة جذورها في القلب والنفس وقرارة الروح.

ونستفيد من هذا أن الأعمال الإسلامية، إنما تكون إسلامية حقًا إذا كانت مظاهر الإيمان المتغلغل في القلب، وإذا كان الإيمان بالله هو الدافع إليها، وإلا كانت غير ذات جذور أصيلة في كيان الإنسان.