ماذا يحب الله ورسوله-مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس (يحب الله من يحب الأنصار)

الوصف
مَن يحبه اللهُ ومَن يبغضه من الناس
يحب الله من يحب الأنصار
يحب الله من يحب الأنصار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، فمن أحبهم أحبه الله".
الأنصار:
الأنصار هم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الأوس والخزرج، وكانوا قبل ذلك يُعرفون ببني قَيلة وهي الأم التي تجمع القبيلتين، فسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "الأنصار" فصار ذلك علمًا عليهم، وأطلق أيضًا على أولادهم وحلفائهم ومواليهم. وخصوا بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم.
وقد مدحهم الله – عزَّ وجلَّ – وأثنى عليهم في كتابه الكريم فقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) أي؛ أن الأنصار يحبون المهاجرين ولا يحسدونهم على ما أوتوا، ويؤثرونهم على أنفسهم فيقدمون لهم الأموال والمنازل مع احتياجهم إليها؛ ولهذا جاء الترغيب في حبهم حتى جعل ذلك آية الإيمان، كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
"آية الإيمان حب الأنصار"،
تنويهصا بعظيم فضلهم، وتنبيهًا على كريم فعلهم، وإن كان من شاركهم في معنى ذلك مشاركًا لهم في الفضل المذكور كل بقسطه. وفي الحديث الصحيح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقول:
"والذي فلق الحبة وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق"،
وهذا جار باطراد في أعيان الصحابة، لتحقق مشترك الإكرام، لما لهم من حسن الغناء في الدين.
فمن عرف مرتبة الأنصار وما كان منهم في نصرة دين الإسلام، وقتالهم ومعاداتهم سائر الناس إيثارًا للإسلام، وحبهم النبي صلى الله عليه وسلم، وحبه إياهم، ثم أحبهم لهذا كان ذلك من دلائل صحة إيمانه وصدقه في إسلامه لسروره بظهور الإسلام والقيام بما يرضي الله – سبحانه وتعالى – ورسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)