ماذا يحب الله ورسوله-رضي الله عنهم ورضوا عنه (يرضى الله عن الذين لا يوادُّون من حادَّ الله ورسوله)

الوصف
رضي الله عنهم ورضوا عنه
يرضى الله عن الذين لا يوادُّون من حادَّ الله ورسوله
يرضى الله عن الذين لا يوادُّون من حادَّ الله ورسوله
قال الله تعالى: (لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
حزب الله المفلحون:
حزب الله المفلحون هم الذين يقدمون رابطة الدين على رابطة الدم، وقرابة التقوى على قرابة الأبدان، يحبون في الله ويبغضون في الله، ويترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله، ويوالون مَن يوالي الله ويعادون مَن يعادي الله، وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون، لا يتعاملون مع الآخرين على أساس مسميات ما أنزل الله بها من سلطان مثل القرابة أو العشيرة أو الجنسية أو غير ذلك، بل إن هذه الأمور دعاوى جاهلية وهي منتنة وقبيحة وكريهة وخبيثة ومؤذية ويكرهها الله ورسوله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"دعوها فإنها منتنة"،
فهم يتعاملون مع الآخرين على أساس (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) فالقرابة الحقيقية عندهم هي قرابة الدين (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وقد علموا أنه في الآخرة (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) ، فهم أخلاء وأحباب وإخوان في الدنيا وكذلك هم في الآخرة، أما خلة القرابة أو الصداقة أو غيرها إذا لم تكن لله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة وندم (يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَنًا خَلِيلاً)
فالود هو لأهل الدين والتقوى وهي القرابة التي يجب أن تتقدم على غيرها بما فيها قرابة الدم من آباء أو أبناء أو إخوان أو عشيرة أو غير ذلك، فرب أخ مؤمن لم تلده أمك هو خير من أخ لك من أبيك وأمك ولكنه غير مسلم أو ضال أو فاسق أو تارك للصلاة، وإذا كان الود لا يجوز لمثل هذه القرابات إذا كانوا ممن يحادُّون الله ورسوله، (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) – فمن دونهم من الناس أولى بعدم الود والموالاة مثل أهل البدع والأهواء وأهل الظلم والعدوان، وخاصة غير المسلمين (لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ) .
فهؤلاء هم حزب الله، أي؛ عباد الله وأهل كرامته وهم المفلحون السعداء المنصوورون في الدنيا والآخرة؛ وإلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)