ماذا يحب الله ورسوله-رضي الله عنهم ورضوا عنه (يرضى الله عن النفس المؤمنة المطمئنة)

الوصف
رضي الله عنهم ورضوا عنه
يرضى الله عن النفس المؤمنة المطمئنة
يرضى الله عن النفس المؤمنة المطمئنة
قال الله تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30))
النفس المطمئنة:
النفس المطمئنة هي النفس الزكية الساكنة الموقنة الدائرة مع الحق المطمئنة بالإيمان وبذكر الله تعالى وبثواب الله، الراضية بقضاء الله، التي علمت أن ما أخطأها لم يكن ليصيبها، وأن ما أصابها لم يكن ليخطئها، المصدقة بالبعث والثواب، التي أيقنت أن الله ربها؛ فأخبتت لذلك؛ وعملت على يقين بما وعد الله في كتابه؛ فرضي الله تعالى عنها.
يقال لها (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ) أي؛ إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته (رَاضِيَةً) في نفسها (مَّرْضِيَّةً) قد رضيت عن الله ورضي الله عنها وأرضاها. وهذا يقال لها عند الاحتضار وفي يوم القيامة أيضًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة، أخرجي إلى مغفرة من اله ورضوان، فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من فِيّ السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، - بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا – حتى ينتهوا به إلى سماء الدنيا، فيستَفْتحون له، فَيُفتح له، فيُشيِّعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي إلى السماء السابعة، فيقول الله عزَّ وجلَّ: اكتبوا كتاب عبدي في علِّيِّين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أُعيدُهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى. فتعاد روحه، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدّ بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيِّب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول: أنا عملت الصالح، فيقول: ربِّ أقم الساعة، ربَّ أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي.
وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المُسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة! أخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتفرَّق في جسده فينتزعها كما يُنتزع السُفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمَّى بها في الدنيا، فيستفتح له، فلا يفتح له، ثمَّ قرأ (لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ) فيقول الله عزَّ وجلَّ: اكتبوا كتابه في سجيِّن في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحًا، فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعِثَ فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي، فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابًا إلى النار، فيأتيه من حرها وسَمُومها، ويضيق عليه قبره، حتى تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسؤوك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشر؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تُقِم الساعة".