ماذا يحب الله ورسوله-رضي الله عنهم ورضوا عنه (يرضى الله عمن يحمده)

الوصف
رضي الله عنهم ورضوا عنه
يرضى الله عمن يحمده
يرضى الله عمن يحمده على الأكل والشرب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشَربة فيحمده عليها".
حمد الله على الأكل والشرب:
الأكلة هنا بفتح الهمزة وهي المرة الواحد من الأكل كالغداء والعشاء، فيستحب حمد الله تعالى عقب الأكل والشرب. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع مائدته قال:
"الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا"،
وقال صلى الله عليه وسلم:
"مَن أكل طعامًا فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه، من غير حول مني ولا قوة، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه".
ولو اقتصر العبد على "الحمد لله" حصل أصل السنة.
وهذا تنويه عظيم بمقام الشكر حيث رتب هذا الجزاء العظيم الذي هو أكبر أنواع الجزاء كما قال سبحانه وتعالى: (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ) ، في مقابلة شكره بالحمد وعبَّر بالمرة إشعارًا بأن الأكل والشرب يستحق الحمد عليه وإن قل جدًا، أو أنه يتعين علينا ألا نحتقر من الله شيئًا وإن قلَّ، وفيه ندب الدعاء عقبها ويُسن خفض صوته به إذا فرغ ولم يفرغ رفقته لئلا يكون منعًا لهم.
قال بعض الأكابر: هذا فيمن حمد حمدًا مطيعًا له طالبًا حسن العمل طاهر النفس غير ملتفت إلى رشوة من ربه خالصًا من قلبه فإنه إذا كان كذلك وختمه بكلمة الصدق رضي الله عنه بصدقه، وأما من حمد على خلاف ذلك فحمده مدخول يُخشى ألا يستوجب الرضى، فإن رضى الله عن العبد خطب جليل وشأن رفيع، والحمد مع استيلاء الغفلة وترك الأدب مع الله إنما هو حمد السكارى الحيارى الذين لا يلتفت إليهم ولا يعول عليهم فهيهات هيهات.