ماذا يحب الله ورسوله-مَن يبغضهم الله من الناس (لا يحب الله الكافرين)

الوصف
مَن يبغضهم الله من الناس
لا يحب الله الكافرين
لا يحب الله الكافرين
قال الله تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)
الكفر:
الكفر ضد الإيمان. وهو المراد في الآية. وقد يكون بمعنى جحود النعمة والإحسان. أو يكون كفر دون كفر. وأصل الكَفْر في كلام العرب: الستر والتغطية؛ ومنه سمِّي الليل كافرًا؛ لأنه يغطي كل شيء بسواده. والكافر هو الذي غطَّى الحق وستره.
الكافرون:
الكافرون هم ضد المؤمنين. وهم الظالمون الذين يغطون الحق ويستروه، ويكفرون بالله، ويجحدون وجوده، ويعبدون غيره، ويشركون بالله ما لم ينزل به سلطانًا، ويكفرون برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ويكفرون بما أنزل عليه من القرآن، ويكفرون سنته، ويستهزئون بشخصه وأموره الخاصة، ويكفرون بملائكة الله وكتبه ورسله، ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض، ويكفرون باليوم الآخر وبالبعث فلا يرون بعثًا ولا معادًا في الآخرة ويزعمون أنهم لا يُبعثون، وإنما يعتقدون هذه الدار فقط وأنها هي جنتهم، ويكفرون بالجنة والنار.
وهم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) ، وهم الذين كفروا في أنفسهم فلم يتبعوا الحق وسعوا في صد الناس عن اتباعه والاقتداء به، وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، ويودون أن يكفر المسلمون كما كفروا فيكونون سواء، ولا يرضون عن المسلمين حتى يتبعوا دينهم وملتهم.
وهم (الذين جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ)
وهم (الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) ، و (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) ، و(هم الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) ، مع أنه (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ) ، ومع أن المسيح عليه الصلاة والسلام قال لهم: يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه مَن يُشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار. وقال الله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَللهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
وهم (وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) . وهم الذين يستهزئون بالله ورسله، ويجادلون في آيات الله ويتخذونها هزوًا، ويسبون الله أو رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم. وهم المرتدون الذين كفروا بعد إيمانهم بالله ورسوله، ويشتغلون بالسحر، ويتخذون دينهم لعبًا ولهوًا وتغرّهم الحياة الدنيا، وهم (الأعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ) ، الذين منهم من يتخذ ما ينفق مغرمًا ويتربص بالمسلمين الدوائر.
وهم الذين يقولون مُطرنا بالكوكب الفلاني أو بكذا وكذا ولا يقولون مُطرنا بفضل الله ورحمته، ويقاتلون المسلمين، ويرغبون عن آبائهم وينسبون أنفسهم إلى غير آبائهم وهم يعلمون أنهم غير آبائهم، ويتركون الصلاة، ويتركون سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويشكون في كون القرآن كلام الله تعالى، ويرمون الآخرين بالكفر ولا يكونون كما قالوا.
وهم الآبقون من مواليهم، ويحلفون بغير الله، وهم
"من أتى حائضًا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنًا: فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".
وهن اللاتي
"يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك خيرًا قط".
فالله – تبارك وتعالى – لا يحب الكافرين ولا يرضى لعباده الكفر، قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ)
(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهِدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ)