ماذا يحب الله ورسوله-ما يبغض الله من الأمور (أنواع الشرك الذي يبغضه الله)

ماذا يحب الله ورسوله-ما يبغض الله من الأمور (أنواع الشرك الذي يبغضه الله)
250 0

الوصف

                                                    ما يبغض الله من الأمور

                                                  أنواع الشرك الذي يبغضه الله

أنواع الشرك

والشرك نوعان: أكبر وأصغر، فالأكبر: لا يغفره الله إلا بالتوبة منه وهو من أكبر الكبائر وهو الشرك الأعظم، وهو اعتقاد شريك لله في ألوهيته، وأن يتخذ من دون الله ندا يحبه كما يحب الله، وهو الشرك الذي تضمن تسوية آلهة المشركين برب العالمين، ولهذا قالوا لآلهتهم في النار: (تَاللهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) مع إقرارهم بأن الله وحده خالق كل شيء، وربه ومليكه، وأن آلهتهم لا تخلق ولا ترزق، ولا تحيي ولا تميت. وإنما كانت هذه التسوية في المحبة والتعظيم والعبادة كما هو حال أكثر مشركي العالم، بل كلهم يحبون معبوداتهم ويعظمونها ويوالونها من دون الله. وكثير منهم- بل أكثرهم- يحبون آلهتهم أعظم من محبة الله، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ) ويستبشرون بذكرهم أعظم من استبشارهم إذا ذكر الله وحده، قال تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) ويغضبون لمنتقص معبوديهم وآلهتهم أعظم مما يغضبون إذا انتقص أحد رب العالمين.

والشرك إنما يتخذ معبوده لما يعتقد أنه يحصل له به من النفع، والنفع لا يكون إلا ممن فيه خصلة من هذه الأربع: إما مالك لما يريده عابده منه، فإن لم يكن مالكا كان شريكا للمالك، فإن لم يكن شريكا له كان معينا له وظهيرا، فإن لم يكن معينا ولا ظهيرا كان شفيعا عنده، فنفى الله- تبارك وتعالى- المراتب الأربع نفيا مترتبا متنقلا من الأعلى إلى ما دونه، فنفى الملك والشركة والمظاهرة، والشفاعة التي يظنها المشرك، وأثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك، وهي الشفاعة بإذنه، فقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22) وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)

وأما الشرك الأصغر: فأنواعه كثيرة لا يحصيها إلا الله –عز وجل، فمن أنواعه: الرياء والتصنع للخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" قالوا: يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال: "الرياء، إن الله تبارك وتعالى يقول يوم تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء"

قال الله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الشرك فقال عليه الصلاة والسلام،

"ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟" قلنا: بلى، فقال: "الشرك الخفي، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل"

فأصل الرياء طلب المنزلة في قلوب الناس بالعبادات وخصال الخير وإظهارها، وحد الرياء هو إرادة العباد بطاعة الله، قال الله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه"

فالله – عز وجل- غني عن المشاركة وغيرها، فمن عمل شيئا لله ولغيره لم يقبله الله بل يتركه لذلك الغير، والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه ويأثم به.

ومن أنواعه: الحلف بغير الله حتى ولو بشيء عظمه الله وقدسه، فقد سمع عبد الله بن عمر رجلا يقول: لا والكعبة، فقال ابن عمر: لا يحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"

وقول الرجل للرجل: "ما لي إلا الله وأنت" و "أنا متوكل على الله وعليك" و"لولا أنت لم يكن كذا وكذا"

ومن أنواعه: النذر لغير الله، فإنه شرك، وهو أعظم من الحلف بغير الله، فإذا كان من حلف بغير الله فقد أشرك فكيف بمن نذر لغير الله؟

ومن أنواعه: الخوف من غير الله، والتوكل على غير الله، والعمل لغير الله، والإنابة والخضوع والذل لغير الله، وابتغاء الرزق من عند غير الله، والغنية بحمد غير الله عن حمد الله، والذم والسخط على ما لم يقسمه الله، وإضافة نعم الله إلى غيره، واعتقاد أن يكون في الكون ما لا يشاء الله.

ومن أنواعه: طلب الحوائج من الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالم، فإن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، فضلا عمن استغاث به، وسأله قضاء حاجته، أو سأله أن يشفع له إلى الله فيها، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع له عنده، فإنه لا يقدر أن يشفع له عند الله إلا بإذنه، والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سببا لإذنه وإنما السبب لإذنه: كمال التوحيد. فجاء هذا المشرك بسبب يمنع الإذن، وهو بمنزلة من استعان في حاجة بما يمنع حصولها، هذه حالة كل مشرك، والميت محتاج إلى من يدعو له، ويترحم عليه، ويستغفر له، كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم إذا زرنا قبور المسلمين أن نسلم عليهم وندعو الله أن يغفر لهم، فعكس المشركون هذا، وزاروهم زيارة العبادة، واستقضاء الحوائج، والاستغاثة بهم، وجعلوا قبورهم أوثانا تعبد، فذبحوا لهم الذبائح، ونذروا لهم النذور، وفعلوا غير ذلك من أعمال الشرك بالله تعالى.

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)