ماذا يحب الله ورسوله-ما يبغض الله من الأمور (يبغض الله الخيلاء في البغي والفخر)

الوصف
ما يبغض الله من الأمور
يبغض الله الخيلاء في البغي والفخر
يبغض الله الخيلاء في البغي والفخر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن من الخيلاء ما يبغض الله... أما التي يبغض الله فاختياله في البغي والفخر".
والخيلاء: أي: الكبر والبطر والزهو والتبختر.
اختياله في البغي:
نحو أن يذكر الرجل أنه قتل فلانا وأخذ ماله ظلما، أو يصدر منه الاختيال حال البغي على مال الرجل أو نفسه.
اختياله في الفخر:
نحو أن يذكر ما له من الحسب والنسب وكثرة المال والجاه والشجاعة والكرم لمجرد الافتخار ثم يحصل منه الاختيال عند ذلك، فإن هذا الاختيال مما يبغضه الله تعالى.
وإن من الخيلاء أيضا إسبال الإزار، فيكون طول لباس الرجل أسفل من الكعبين ويجره خيلاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة"
وقال عليه الصلاة والسلام:
"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب".
والخيلاء والمخيلة هي الكبر وصاحب الكبر على خطر عظيم يوم القيامة حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس"
أي: رد الحق وجحده واحتقار الناس وازدراؤهم، ومتى احتقرهم وازدراهم، دفع حقوقهم وجحدها واستهان بها يقول ابن القيم: "سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله –يقول: التكبر شر من الشرك فإن المتكبر يتكبر عن عبادة الله تعالى، والمشرك يعبد الله وغيره، قلت: ولذلك جعل الله النار دار المتكبرين، كما قال تعالى: (ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)
وأخبر أن أهل الكبر والتجبر هم الذين طبع الله على قلوبهم فقال تعالى: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) .. وقال تعالى: (إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ) تنبيها على أنه لا يغفر الكبر الذي هو أعظم من الشرك، وكما أن
"من تواضع لله رفعه"
فكذلك من تكبر عن الانقياد للحق أذله الله ووضعه، وصغره وحقره، ومن تكبر عن الانقياد للحق- ولو جاءه على يد صغير، أو من يبغضه أو يعاديه- فإنما تكبره على الله فإن الله هو الحق، وكلامه حق، ودينه حق، والحق صفته، ومنه وله، فإذا رده العبد وتكبر عن قبوله: فإنما رد على الله، وتكبر عليه، والله أعلم".