ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (رضى النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الرحمن)

ماذا يحب الله ورسوله-من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس (رضى النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الرحمن)
117 0

الوصف

                                                   من يحبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أفراد الناس
                                                      رضى النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الرحمن

رضا النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الرحمن

قال عمر بن الخطاب عن عبد الرحمن:

«توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض».

هو عبد الرحمن بن عوف، من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، ثم أحد الثلاثة الذين انتهت إليهم منهم، وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، أسلم قديمًا على يدي أبي بكر الصديق، وهاجر إلى الحبشة وإلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع.

شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدرًا وما بعدها، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى بني كلب، وأرخى له عذبة بين كتفيه، لتكون أمارة عليه للإمارة. تقاول هو وخالد بن الوليد في بعض الغزوات فأغلظ له خالد في المقال، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».

تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بنصف ماله أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفًا، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمس مائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على خمس مائة راحلة في سبيل الله، وكان عامة وماله من التجارة.

كان عبد الرحمن بن عوف هو الذي اجتهد في تقديم عثمان رضي الله عنه ومبايعته للخلافة، وذلك حين قيل لعمر بن الخطاب: استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر –أو الرهط –الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض: فسمى عليًا وعثمان والزبير وطلحة وسعدًا عبد الرحمن:

«اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم. فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي. فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان. وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف. فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه، والله عليه والإسلام ليرضين أفضلهم في نفسه؟ فأسكت الشيخان. فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلي والله عَلَيَّ أن لا آلو عن أفضلكم؟ قال: نعم. فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن، ثم خلا بالآخر فقال مثل ذلك. فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايعه، فبايع له عَلِيٌّ، وولج أهل الدار فبايعوه».

ولما حضرته الوفاة أوصى لكل رجل ممن بقي من أهل بدر بأربع مائة دينار –وكانوا مائة – فأخذوها، وكان من بينهم عثمان وعلي، وقال علي: اذهب يا ابن عوف فقد أدركت صفوها، وسبقت زيفها. وأوصى لكل امرأة من أمهات المؤمنين بمبلغ كثير حتى كانت عائشة تقول: سقاه الله من السلسبيل. تقول عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:

«إن أمركن لَمِمَّا يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون»

ثم تقول عائشة لأبي سلمة وهو ابن عبد الرحمن بن عوف: فسقى اله أباك من سلسبيل الجنة. فقد أوصى عبد الرحمن بحديقة لأمهات المؤمنين بيعت بأربع مائة ألف درهم. وأعتق خلقًا من مماليكه، ثم ترك بعد ذلك كله مالًا جزيلًا، من ذلك ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال، وترك ألف بعير، ومائة فرس، وثلاثة آلاف شاة ترعى بالبقيع، وكان نساؤه أربعًا فصولحت إحداهن من رُبُعِ الثُّمُنِ بثمانين ألفًا. ولما مات صلى عليه عثمان بن عفان، وحمل في جنازته سعد بن أبي وقاص، ودفن بالبقيع عن خمس وسبعين سنة.